اضطراب تشوه الجسم الوهمي أو ما يعرف باسم (BDD) اختصارا للاسم الإنجليزي (body dysmorphic disorder) رهاب التشوه الجسمي هو اضطراب نفسي، حيث يتسبب في عدم توقف المريض عن التفكير في العيوب التي يتصورها عن نفسه، وهي في الأساس قد تكون عيوب بسيطة، وقد لا ينتبه إليها الآخرون.
لكنه يشعر بالخجل والقلق لدرجة تجعله يتجنب المواقف الاجتماعية.
ما هو اضطراب تشوه الجسم الوهمي؟
- هو اضطراب نفسي، يتميز بوجود انشغال زائد على الحدّ بتخيل عيب شكلي، أو قيامه بالتضخيم من الشعور بالعيب البسيط الموجود لديه، مما يسبب تعطيلاً في حياة الشخص الإجتماعية والعملية.
- وتنشأ هذه المشكلة عندما لا يتوافق شكل الجسم مع معايير المثالية بالنسبة للمجتمع وهذا ما يؤكد على أنه في كثير من الأحيان يكون المفهوم السلبي للذات راجعاً إلى تشوه في إدراك صورة الجسد، والتي تتأثر إيضاً بالعوامل الاجتماعية.
- وعادة تعاني الفتيات المصابات باضطراب التشوه الوهمي للجسد من هموم تتمركز حول الاهتمام بالوزن، وحجم الأرداف، والصدر، والقدمان، والشعر الذي يظهر على أجسادهن، ويكونوا أكثر تركيزا على إخفاء العيوب بشكل مستمر باللجوء لاستخدام مستحضرات التجميل، و تنظيف الجلد.
- أما الذكور المصابون باضطراب التشوه الوهمي للجسد؛ فهم يشعرون بعيوب في شكل عضلات أجسادهم، و بخفة شعر رؤوسهم، و من الجدير بالذكر أن الغالبية من الرجال المصابون باضطراب التشوه الوهمي للجسد يفضلون أن يبقوا عازبين، ولا يلجؤون للزواج أو الارتباط بعلاقة، وهم أكثر ميلاً للجوء للإدمان على الكحول أو المخدرات أو غيرها.
ملحوظة: عادة ما يكون للأفراد المُصابون باضطراب التشوَّه الوهمي للجسم تاريخ من إساءة المُعاملة أو إهمالهم في طفولتهم أو أي نوع أخر من الصدمات في الطفولة، وقد يكون لديهم أحد الوالدين أو الإخوة المُصاب باضطراب القَلَق.
ما هي أشكال اضطراب التشوه الوهمي؟
من أكثر أشكال اضطراب تشوه الجسم الوهمي شيوعاً ..
- توهم سوء شكل العضلات لدى الذكور حيث يعتقد الشخص المصاب بأن بنية جسمه ضعيفة، وهم إلى جانب ذلك يخافون من أن يصابوا بالبدانة.
- ومن الأشكال الأخرى للاضطراب { اضطراب التشوه الوهمي للجسد }
- يعاني هؤلاء المرضى من تخيل لعيوب موجودة عند أشخاص آخرين مقربين منهم، والتي لا يكون هناك أصل لوجودها؛ كاعتقاد الأم بوجود عيب في مظهر أنف ابنتها، فتجبرها على القيام بعملية تجميل لأنفها.
- شعور الشخص بأن ملامح وجهه غير متناسقة أو متماثلة كشعور امرأة بأن النمش الذي على الخدّ الأيمن لا يماثل ذلك على الخدّ الأيسر، أو أن عيناها اليمنى أكبر من عيناها اليسرى.
- كره الشخص لمظهره كله؛ إذ يعاني بعض الأشخاص المصابين باضطراب التشوه الوهمي للجسد من تخيل بوجود قبح عام بجميع أجزاء جسمهم.
- شعور الشخص المصاب بحصول تغير غير منطقي بجزء من أجزاء جسمه؛ كشعور شخص بأن كمية شعره تتناقص يوميا، أو شعوره بأن عينيه غير ثابتتين في مكانهما، أو أن وجهه يتساقط لأن عضلات وجهه لم تعد تعمل بشكل صحيح.
- قيام الشخص المصاب بتشبيه نفسه بشكل حيوان؛ كأن يقول أبدو كالغوريلا، أو أن يشبه نفسه بإحدى الشخصيات القبيحة سواء كانت حقيقية أو خيالية.
- يشكو بعض المرضى من أنهم مختلفون عن باقي البشر؛ كوصف مريضة نفسها بأن ملامحها غير أنثوية، أو تشبيه الانثى نفسها بالرجل، أو قيام بعض المرضى بالشكاوى غير المبررة من وجود تجاعيد الوجه أو الخوف من علامات الكبر.
- الخوف من المستقبل؛ إذ يخاف المصاب من أن تصبح العيوب المدركة لديه أسوأ مع الزمن كأن يخاف من الصلع.
- الشعور بشحوب وهزال المظهر
ومن الجدير بالذكر: أنه يجب تفريق الاضطراب عن الانشغال الطبيعي بالمشكلات التي تحدث في فترة المراهقة مثل حب الشباب.
كما أن هنالك العديد من الاضطرابات التي تتشابه أعراضها وأعراض اضطراب التشوه الوهمي للجسد، و أكثرها تشويشاً اضطراب التشويه الذاتي المتعمد للجسد إذ تتضمن سلوكيات الأشخاص المصابين به :
- القيام بوضع الحلقات العديدة في أماكن مختلفة بالجسم، كالآذان و اللسان و الوجه.
- القيام برسم التاتو على أجسادهم ويغيرون من ملامحهم لتصبح أشبه بملامح أحد الحيوانات.
- التغيير من شكل آذانهم وظهورهم بوخز مواد غريبة في أجسادهم.
وهناك أعراض تدل على الاصابة بإضطراب التشوه الوهمي للجسد وتتمثل في :-
- أن يكون الشخص مشغولاً بوجود عيب معين في مظهره.
- يعتقد أن الآخرين يتحدثون عن مظهره بطريقة سلبية أو انهم يسخرون منه.
- الانخراط في السلوكيات التي تهدف إلى إصلاح أو إخفاء العيب المُتصَّور الذي يَصعُب مقاومته أو التحكُّم فيه، مثل تكرار تفقُّد المرآة التزيُّن أو انتِقاء الشَّعر من الجلد.
- محاولة إخفاء العيوب بشتى الطرق.
- يقارن نفسه دائماً بالآخرين.
- يتجنب المواقف الإجتماعية.
أسئلة شائعة حول اضطراب التشوه الوهمي للجسد :
1. ما هو اضطراب التشوه الوهمي للجسد؟
2. ما هي أشكال اضطراب التشوه الوهمي للجسد؟
3. ما هي العوامل التي تسهم في تطوير هذا الاضطراب؟
4. ما هي العلامات التي تشير إلى احتمالية اضطراب التشوه الوهمي للجسد؟
5. كيف يمكن تشخيص اضطراب التشوه الوهمي للجسد؟
6. ما هي أفضل الخطوات لعلاج اضطراب التشوه الوهمي للجسد؟
7. هل يمكن أن يكون هناك انتقال بين اضطراب التشوه الوهمي للجسد واضطرابات أخرى؟
8. هل هناك استراتيجيات يمكن استخدامها لتحسين الصورة الذاتية للأفراد المصابين؟
9. هل يمكن أن يتأثر الاضطراب بالدعم الاجتماعي والأسري؟
10. كيف يمكن للأفراد تجنب الاستيغاب والتمييز المرتبط بالاضطراب؟
11. هل هناك توجهات بحثية جديدة حول علاج اضطراب التشوه الوهمي للجسد؟
12. كيف يمكن للأفراد تقديم الدعم للأصدقاء أو العائلة المصابين بهذا الاضطراب؟
في الختام ..
اضطراب التشوه الوهمي للجسد يعد تحديًا نفسيًا يؤثر على صحة وجود المرضى. إذ يعيشون في حالة دائمة من القلق والتفكير المفرط في عيوبهم الخيالية، مما يؤثر على حياتهم الاجتماعية والنفسية. من الضروري فهم أن هذا الاضطراب ليس مجرد تجميل سطحي، بل يتجاوز ذلك إلى العمق النفسي للشخص.
تشكل العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية دورًا مهمًا في تطور هذا الاضطراب، ومن هنا تأتي أهمية توفير الدعم النفسي والعلاج اللازم للأفراد الذين يعانون منه. يجب على المجتمع تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية والتخلص من ال estigmatización المرتبطة بهذا الاضطراب.
يجب أن نعمل جميعًا على توفير بيئة داعمة ومساعدة للأفراد الذين يعانون من اضطراب التشوه الوهمي للجسد، وتشجيعهم على طلب المساعدة والعلاج من أجل تحسين جودة حياتهم النفسية والاجتماعية.
↓ – حول محمد عبد العزيز العاصي
أخصائي نفسي، تمهيدي الماجستير، الباحث في الإرشاد النفسي، مهتم بالكتابة عن القضايا النفسية المعاصرة، رؤيتي بناء مجتمع منضبط نفسياً، أخلاقياً، ونهج مستقيم.